الربحية والسيولة
يتسائل الكثير من رجال الأعمال والمدراء التنفيذيين هذا السؤال ( قوائمي المالية تظهر أرباح جيدة ولكنها غير موجودة في صندوق شركتي وأنا بحاجة لهذه السيولة في تطوير أعمال شركتي أين ذهبت أرباحي ؟؟ )
وكاستشاريين أو كمدراء ماليين يجب أن نجد إجابه عليه ،بل يجب علينا ( إن كنا تنفيذيين ) اتخاذ القرارات السليمة لحل هذه المشكلة وعدم اضطرار الإدارة للاستفسار عن الربحية والسيولة .
في البداية لا بد من تعريف مفهوم الربحية والسيولة
الربح أو الدخل : هي صافي أرباح أو نتيجة أعمال المنشأة المحقق خلال فترة مالية محدده ، وزملاؤنا الاقتصادييون يسمونها بالقيمة المضافة .
السيولة : وهي قدرة المنشأة على تحويل أصولها المملوكة إلى نقد سائل يمكن التصرف به .
نحن بحاجة لميزان دقيق فالنقد السائل لا يحقق منه الربح التجاري والذي يتشكل من معدل دوران المخزون السريع من فرق السعر بين سعر التكلفة وسعر البيع ، بالمقابل السيولة ضرورية لشراء البضائع وسداد ألتزامات الشركة .
وهنا يأتي دور المستشار المالي ( سواء كان تنفيذياً أو مستقلاً ) ، في خلق هذا التوازن بتحديد نسبة السيولة التي تحتاجها الشركة والعمل على تحقيقها بحث الإدارة على اتخاذ القرارات المالية والإدارية اللازمة لذلك .
يمكن تشبيه السيولة في أي منشأة ، بأنها كمية من الماء الجاري ( يسمى مالياً برأس المال ) والذي إذا لم تحاصره جيداً تسرب واختفى ، لذلك سمي ذلك بـ ( التدفق النقدي )
كيف أمنع التسرب في تدفقي النقدي ؟
يمكن ذلك بمجموعة من الإجراءات والأدوات التي يمكن أن تضبط السيولة وتوجهها بشكل صحيح لتحقيق الربحية المطلوبة ، نذكر من هذه الإجراءات والأدوات على سبيل المثال لا الحصر :
1- البرامج المحاسبية : تساعد الإدارة المالية خصوصاً في إدارة التدفق النقدي بكفاءة عالية ، كما أن تعلم أصول المحاسبة والإدارة المالية يساهم كثيراً في فهم التدفق النقدي وإدارته.
2- التوظيف : التوظيف المبكر يستهلك حجم كبير من السيولة وخاصة في بداية انطلاق المنشأة ، فكر بالتعاقد مع أصحاب المهن المستقلين لتنفيذ بعض المهام .
3- الأصول الثابتة الزائدة : وهي تجميد لسيولة نقدية دون انتاجية لها ، حاول التخلص منها ببيعها ، واعتمد على استئجار هذه الأصول في بداية انطلاق المنشأة .
4- الموازنات التقديرية إن إعداد الموازنات النقدية التقديرية تساعدك على تحديد الفترات التحديات النقدية ( عنق الزجاجة ) وتساهم في الاستعداد لها بشكل مسبق ، وذلك بمقارنة الموازنة النقدية مع التدفق النقدي الفعلي .
5- الاحتياطي النقدي : تشكيل احتياطي نقدي يساعد المنشأة على تجاوز الفترات الحرجة ، وغالباً يقدر هذا الاحتياطي بمصاريف التشغيل لمدة 6 أشهر ( مثلاً )
6- إدارة حسابات الزبائن : يجب أن تكون فترة السداد للموردين أبعد من فترة التحصيل من الزبائن ويمكن تحفيذ التحصيل بمنح حسومات لتعجيل الدفع وكلما كان التحصيل أسرع كلما توفر النقد أسرع لمنشأتك ،ويتم ذلك بالمتابعة الحثيثة لحسابات الزبائن ليتم التحصيل في الموعد المحدد ، كما يمكن اتباع سياسة مالية بالحصول على دفعات مقدمة في الطلبيات الكبيرة يخلق حجم سيولة لا يستهان به للمنشأة.
7- إدارة المخازن : بالتحديد الراكد منه وهو ما يسمى بمقبرة النقدية حيث يجب متابعة المخازن بشكل عام ومتابعة بشكل خاص المخزون بطيء الحركة والمخزون الراكد ( الغير متحرك من فترة طويلة ) وهو ما يخلق سيولة نقدية من جهة ويرفع من معدل دوران المخزون لتشكيل الربحية المطلوبة من جهة أخرى .
8- متابعة المصاريف بنوعيها التشغيلية والإدارية بشكل دوري ومقارنتها بالموازنات التقديرية والعمل على تخفيضها لتصبح قريبة من متوسط معدلات مثيلاتها في نفس القطاع .
9- الإيرادات أو المبيعات : وهو المصدر الرئيسي لخلق التدفق النقدي ، لا بد من زيادته وتحفيذه بوضع خطط تسويقية وعروض لزيادته وهو مصدر الربحية الأساسي أيضاً.
10- مسحوبات الشركاء أو الملاك في المنشآت المتوسطة والصغيرة هي من أهم أسباب تعثر التدفق النقدي وخاصة في انطلاقة المنشأة .
النتيجة : لا بد لأي منشأة تجارية من حسن إدارة سيولتها النقدية لتحقيق الربحية المطلوبة أولا و منع حصول اختناقات نقدية ، وذلك باستخدام الإدارة للأدوات المالية وتطبيق الإجراءات التي تراها ضرورية لمنع تسرب النقدية وتوجيهها الصحيح لتحقيق الربحية المطلوبة .
Author