التوظيف

نتابع في حديثنا عن السيولة والربحية وهي من أهم المشاكل التي يواجهها العاملون في القطاع التجاري.

سنركز اليوم على الفقرة الثانية من الأدوات والإجراءات التي يمكن أن تضبط السيولة وتوجهها بشكل صحيح لتحقيق الربحية المطلوبة وهو التوظيف .

العامل البشري هو محور أي نشاط مهما كان فالوارد البشرية الخبيرة هي ثروة بل هي رأسمال أي منشأة وهو الركن الأساسي في أي نظام محاسبي مهما كان بسيط ولا يمكن التطور بدون التركيز على تطوير الموارد البشرية فيها ولست هنا للخوض باختصاص الغير ( الموارد البشرية ) فأهل مكه أدرى بشعابها .

تركيزي في هذه السطور ينصب على العنصر البشري العامل في قطاع المحاسبة والمالية والذي سنطلق عليه في هذه السطور اسم المحاسب تجاوزاً ( وأحسب نفسي منهم )، سواء كان مدير مالياً أو محاسب أو حتى مدخل بيانات.

في البداية وكالعادة نحاول أن نطرح سؤال مهم يطرحه رجال الأعمال والعاملين في إدارة أقسام المحاسبة علينا بشكل دائم :

سؤال : ما هي صفات المحاسب الناجح

ببساطة شديدة جداً تجيبنا ابنة النبي شعيب عندما كانت تحث والدها على استئجار سيدنا موسى عليه السلام للعمل لديهم بعد أن لمست فيه صفتان أساسيتان عندما :

قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ( القصص 26 )

لن أخوض في الشرح والتفسير على وضوح المقصود من الآية

صفتان أساسيتان ومتلازمتان لا يمكن فصلهما عن بعض عند اختيار اي موظف وبالأخص المحاسب القوة ويقصد فيه الخبرات والمعارف الأكاديمية والعملية من ناحية والأمانة التي لا مجال لنكران اهميتها وخاصة في العمل في الاقسام المحاسبية والمالية من ناحية أخرى.

حادثة أخرى سطرها القرآن الكريم تجيب عن هذا السؤال ، في قصة سيدنا يوسف عندما تأكد الملك من علم النبي يوسف ومن أمانته :

وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي ۖ فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)( يوسف )

لنركز على الكلمات التالية والتي تجيب على سؤال رجال الأعمال والمهتمين بتوظيف المحاسبين

( مكين – أمين – حفيظ – عليم ) ولتتوسع كما تشاء في التفسير والاستنتاج.

لا بد من الإشارة إلى أن محاسب ذو كفاءة وانتاجية عالية قد يقوم بأعمال 3 محاسبين من ذوي الخبرة المحدودة حتى لو كانت تكلفته اعلى من غيره فما سيحققه من وفر للمنشأة وضبط لا يقارن بالمبالغ التي سيحصل عليها مهما كان .

النتيجة : لا يمكن ضبط السيولة وزيادة الربحية إلا بوجود محاسب ذو كفاءة عالية ويعمل بأمانة الرجل الحريص وخاصة في المنشآت التي تطمح للتطور والنمو ، كما يمكن الاعتماد على المكاتب الاستشارية المستقلة والعاملة في هذا المجال لما تملكه من خبرات عالية وكفاءات نادرة لها دور كبير في اقتراح طرق ووسائل للحفاظ على التوازن بين السيولة والربحية وبتكاليف منطقية .